عادة قديمة ألفتها صارت منهجا أعتنقته في الحياة .
وهو ألا أنظر إلى شيء ليس لي، ولا اشتهي ما لا يمكنني امتلاكه .
دائما أعيش في الثوب الذي يلائمني، ولا أستمتع بطفرة قد تحملني معها عاليا لفترة، ثم تردني إلى اصل طبيعتي .
كنت أستاء من صديق لي يأخذ قرضا ليشتري سيارة، محملا نفسه واسرته ما لا يطيق، فأزجره قائلا : عش في مستواك، واستمتع بما تملك فعلا، إنك لا تقدر على شراء سيارة كهذة في العادة قبل خمس سنوات، فلما تعجل بالعيش في مستوى لم يأت أوانه .
ثم أنظر حولي فأجد أن معظم البشر في زمننا هذا يسبقون إمكاناتهم بخطوة وربما بخطوات ..
القروض بأنواعها، وبطاقات الفيزا، والأقساط طويلة الأجل، جعلت الجميع مديونون، وخلق نوعا من الترف الغير منطقي، حيث اشتر الآن وسدد فيما بعد ..!
ولقد قرأت يوما في سيرة أحد الحكماء أمرا ينضح بالفطنة وبعد النظر، وذلك ان ولده جاءه يوما مهللا
وهو يقول : بشرى يا أبي لقد وجدت تمراً في السوق الكيلو يباع بدينار واحد، فألححت على البائع أن يحجز لي جوال كامل، حتى آتية بالثمن،
فابتسم الحكيم بهدوء وقال : هاك دينارين، اذهب فاشتري لنا بهما !.
فأطاع الولد المندهش كلام أبيه دون اعتراض، حتى إذا ما مرت فترة إذ ناداه
أبيه ثانية وقال له : بكم بلغ سعر التمر اليوم ؟ .
فأجابة الولد : خمس دنانير يا أبي للكيلو .
فقال له الأب : اذهب فاشتري لنا جوال، ثم أعطاه النقود !.
فتعجب الولد وسأل أباه قائلا : ما أعجبك يا أبي، أتأبى الشراء وقت أن كان بدينار واحد، وتشتري عندما أصبح ثمنه خمس دنانير !!.
فقال الأب : يا بني عندما كان بدينار واحد، لم يكن معي وقتها سوى دينارين، أما الآن فأنا أملك الكثير
إن من أعظم الاستراتيجيات التي ينتهجها العقلاء، هي استراتيجية " الاستغناء"، فإذا ما اشتهيت ما لا تستطيع امتلاكه، فأخرجه من قلبك وتفكيرك، وبهذا فقط تتغلب على شهوة امتلاكه، وسحر تأثيره عليك،
بينما تطلعك المستمر لما لا تستطيع الاستحواذ عليه يجعلك قلقا دائما، ويأخذ من تركيزك الشيء الكثير، والأسوأ ألا يجعلك مدركا لجمال وروعة ما تملكه فعلا .
إننا لا نستطيع امتلاك كل ما نشتهي، وستظل هناك دائما أشياء وأشياء نطمع فيها، فإذا ما أحببنا أن نطمئن الفؤاد والروح، فعلينا أن ننظر بعين الرضا والقبول لما وهبنا الله تعالى، وأنعم علينا به، وندرك أن هذا الذي نملكه هو مبتغى أمل بعض البشر،
وبأننا في نعمة من الله كبيرة، لكننا لا ندركها، أو لا نعلم عنها شيئا !. كريم الشاذلي
تحية..
ردحذفالعالم أصبحوا يعيشون في حلقة متصلة هذا يقترض ليملك وهذا يريد مثل الأول وعلى نفس الطريق ...يقترض ..وبالتالي ..الكل مديون والكل كاشخ وهو حافي ومنتف ..
المظاهر التي أثقلت كاهل الجميع
لم يعد هناك من يرضى بالقليل الكل طامع ف الزياده
ردحذفولا نستمع لقول ذى الجلال
(ولئن شكرتم لازيدنكم ولئن كفرتم ان عذابى لشديد )
شكرا لموضوعك القيم
بجد سلمت يمناك على مدونتك الرائعة
ردحذفياسر