مدونة الف كتاب وكتاب

الثلاثاء، 10 نوفمبر 2009

اذا غلا علي شيئ تركته ______________




عادة قديمة ألفتها صارت منهجا أعتنقته في الحياة .
وهو ألا أنظر إلى شيء ليس لي، ولا اشتهي ما لا يمكنني امتلاكه .
دائما أعيش في الثوب الذي يلائمني، ولا أستمتع بطفرة قد تحملني معها عاليا لفترة، ثم تردني إلى اصل طبيعتي .
كنت أستاء من صديق لي يأخذ قرضا ليشتري سيارة، محملا نفسه واسرته ما لا يطيق، فأزجره قائلا : عش في مستواك، واستمتع بما تملك فعلا، إنك لا تقدر على شراء سيارة كهذة في العادة قبل خمس سنوات، فلما تعجل بالعيش في مستوى لم يأت أوانه .
ثم أنظر حولي فأجد أن معظم البشر في زمننا هذا يسبقون إمكاناتهم بخطوة وربما بخطوات ..
القروض بأنواعها، وبطاقات الفيزا، والأقساط طويلة الأجل، جعلت الجميع مديونون، وخلق نوعا من الترف الغير منطقي، حيث اشتر الآن وسدد فيما بعد ..!
ولقد قرأت يوما في سيرة أحد الحكماء أمرا ينضح بالفطنة وبعد النظر، وذلك ان ولده جاءه يوما مهللا
وهو يقول : بشرى يا أبي لقد وجدت تمراً في السوق الكيلو يباع بدينار واحد، فألححت على البائع أن يحجز لي جوال كامل، حتى آتية بالثمن،
فابتسم الحكيم بهدوء وقال : هاك دينارين، اذهب فاشتري لنا بهما !.
فأطاع الولد المندهش كلام أبيه دون اعتراض، حتى إذا ما مرت فترة إذ ناداه
أبيه ثانية وقال له : بكم بلغ سعر التمر اليوم ؟ .
فأجابة الولد : خمس دنانير يا أبي للكيلو .
فقال له الأب : اذهب فاشتري لنا جوال، ثم أعطاه النقود !.
فتعجب الولد وسأل أباه قائلا : ما أعجبك يا أبي، أتأبى الشراء وقت أن كان بدينار واحد، وتشتري عندما أصبح ثمنه خمس دنانير !!.
فقال الأب : يا بني عندما كان بدينار واحد، لم يكن معي وقتها سوى دينارين، أما الآن فأنا أملك الكثير
إن من أعظم الاستراتيجيات التي ينتهجها العقلاء، هي استراتيجية " الاستغناء"، فإذا ما اشتهيت ما لا تستطيع امتلاكه، فأخرجه من قلبك وتفكيرك، وبهذا فقط تتغلب على شهوة امتلاكه، وسحر تأثيره عليك،
بينما تطلعك المستمر لما لا تستطيع الاستحواذ عليه يجعلك قلقا دائما، ويأخذ من تركيزك الشيء الكثير، والأسوأ ألا يجعلك مدركا لجمال وروعة ما تملكه فعلا .
إننا لا نستطيع امتلاك كل ما نشتهي، وستظل هناك دائما أشياء وأشياء نطمع فيها، فإذا ما أحببنا أن نطمئن الفؤاد والروح، فعلينا أن ننظر بعين الرضا والقبول لما وهبنا الله تعالى، وأنعم علينا به، وندرك أن هذا الذي نملكه هو مبتغى أمل بعض البشر،
وبأننا في نعمة من الله كبيرة، لكننا لا ندركها، أو لا نعلم عنها شيئا !.  كريم الشاذلي




الاثنين، 2 نوفمبر 2009

بئر الرغبات لا نهايـــــــة له __________________




حكمة انجليزية تذكرتها بعدما انتهت جلستي بأحد زملائي الأثرياء ، وأنا أبتسم في ألم وإشفاق !.
وسبب تذكري لهذه العبارة هو رد صاحبي علي ، بعدما سألته عن حق نفسه وأسرته وأصدقائه فيه ، وعتبت عليه انغماسه التام في العمل .


وبرغم أنه صرح لي آسفاً ، أن له روتين يومي لا يتغير منذ أحد عشر عاما ، من الفراش إلى العمل ، ومن العمل إلى الفراش . وأسر لي بأنه ذات يوم فكر في كسر هذا الروتين ، لكنه توقف حائراً وتساءل : ولكن أين أذهب ، ومع من أجلس !؟ ، فهو ـ باعترافه ـ رجل لا يتقن في الحياة سوى العمل ، وقائمة معارفه لا يرقد فيها إلا أسماء العملاء والموظفين .
ثم فاجئني بوجهة نظره وفلسفته الحياتية قائلا :
لكنني أعمل من أجل عشر سنين رخاء ! ، سأقتطع من حياتي سنوات عشر أخيرة أعمل فيها كل ما أطمع فيه ، سأعوض كل من حولي حينها ، صدقتي إني أعد للأمر عدته !! .


صاحبي المسكين يتعب الآن من أجل أن يستريح غداً ، يؤجل فرحه وسعادته إلى الغد ، وآه من غدِ قد لا يأتي ..
وهنا تلح على خاطري قصة الصديقان اللذان ذهبا لصيد السمك فاصطاد أحدهما سمكة كبيرة فوضعها في حقيبته وهم لينصرف .. فسأله الآخر مندهشا : إلي أين تذهب ؟! .. فأجابه الصديق ببساطة : إلي البيت لقد اصطدت سمكة كبيرة جدا تكفيني .. فرد الرجل : انتظر لتصطاد المزيد من الأسماك الكبيرة مثلي .. فسأله صديقه : ولماذا أفعل ذلك ؟! .. فرد الرجل .. عندما تصطاد أكثر من سمكة يمكنك أن تبيعها.. فسأله صديقه : ولماذا أفعل هذا ؟ .. قال له كي تحصل علي المزيد من المال .. فسأله صديقه : ولماذا أفعل ذلك ؟ .. فرد الرجل : يمكنك أن تدخره وتزيد من رصيدك في البنك .. فسأله : ولماذا أفعل ذلك ؟ .. فرد الرجل : لكي تصبح ثريا .. فسأله الصديق : وماذا سأفعل بالثراء؟! .. فرد الرجل : سيجعلك حينما تكبر وتهرم قادراً على أن تسعد وتفرح مع أسرتك وأبنائك .
فقال له الصديق وابتسامته تغطي وجهه :
هذا هو بالضبط ما أفعله الآن ولا أريد تأجيله حتى أكبر ويضيع العمر .


ليت صاحبي يفعل كهذا الصياد اللبيب ، بل ليتنا جميعاً ندرك حكمة أن تأجيل السعادة لا يفيد ، وأن التسويف قد يرتدي ثوب الطموح ليخدعنا ، فيخيل للمرء أنه يمضي من أجل غاية ثمينة ويضحي من أجلها ، وهو في حقيقة الأمر يضيع عمره ، ويقتل سنين حياته بيديه .
نحن لا نملك المستقبل ، لكننا نملك الحاضر ،
وقطار السعادة قد يتعود ألا يتوقف في محطتنا إذا ما وجد منا جفاء وعدم احتفاء بمقدمه .
فلا تكن يا صديقي كصاحبي الذي ينتظر عشر سنوات أخيرة يفرح فيها ويسعد ، ولا تكن كالصياد الذي ناداه البحر فأنساه سر السعادة ، ولكن استمتع بسمكتك التي اصطدها أنت ومن تحب .. والآن . بقلم /كريم الشاذلي

الصفحة الرئيسية تعرض لك الجديد من النشر فقط.
الكثير والمفيد من المقالات تجدها في "أقسام المدونة" و " ارشيف المدونة"

@@@$$$$ مدونة الف كتاب وكتاب $$$$@@@

الان أخي الزائر تم انشاء هذه المدونة الجديدة
"الف كتاب وكتاب"
وهي متخصصة في اعطائك ما تريد من الكتب بدون مقابل مجاناً توفر عليك عناء البحث في المحركات وتضم بشكل متجدد 50 كتاب جديد كل أسبوع
"الف كتاب وكتاب"